مقالات

كتب الأستاذ: محمد عبد الله ولد حمن سالم

أطار

بسم الله الرحمن الرحيم
مكتبة صاحب المزود ( مزود إباه )
هاتف / 46401432
” وادان منبت القادة والعلماء ”

*الحسِّ الأمني ودوره في نهوض الأمة*

في الفترة الأخيرة إرتفعت أصوات المواطنين المطالبين بتوفير المزيد من الأمن ومحاسبة الجناة الذين إقترفوا جرائم في حق أبرياء أقل ما يقال عنها إنها غريبة على مجتمعنا المسلم المعروف بالتسامح ونبذ الغلو . والمؤسف حقا أننا نعيش في عصر انتشرت فيه الجريمة المنظمة وغدت المخدرات تهدد كيان الأمة
وأعتقد أننا بدأنا نحس بهذا الخطر و أصبحت قضية الأمن تشغل بال كثير من الناس .
إننا ندرك أن من يضطلعون بدور أمني قد يواجهون مشاكل صعبة نتيجة التستر على مقترفي الجرائم والاعتقاد الخاطئ السائد لدى البعض بأن مسؤولية الأمن من إختصاص السلطات فقط والحقيقة أن الأمن مسؤولية الجميع فالمثل السائد لدينا يقول : 🙁 للّإعشاك وعشاه فبلد إلى إتلَ إكِبّ لا إٍتْخليهْ ) ورحم الله شاعر الشام الأستاذ شفيق بك جبري حين قال :
وحدة في القلوب رف هداها @@ ردّدتها القلوب نغما ولحنا .
بارك الله ليلها وضحاها @@ وحمى الله درعها والمٍجَنَا .
ما نعمنا بها ارتجالا ولكن @@ بعد سود من الليالي نعمنا .
والحقيقة التي لا مراء فيها أن أهم عوامل نهوض الأمة أن ينشأ الحس الأمني لدى جميع أفرادها يقول تعالى على لسان نبي الله يعقوب عليه السلام:
” يابني إذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه… ” الآية 87 من سورة يوسف .
ويقول عز وجل : ” وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون”87 القصص.
( القص : تتبع الأثر وجمع المعلومات.) ( ودخل المدينة على حينِ غفلةٍ من أهلها فوجد فيها رجلينِ يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه ) الآية 15 القصص .
وفي قصة أهل الكهف نلاحظ قوة الحس الأمني لديهم ” وليتلطف ولا يشعرنّ بكم أحد ا ” الآية 19 . من سورة الكهف.
ولم يغفل صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه عن الجانب الأمني فعند خروجهما مهاجرين من مكة إلى المدينة
إتجها نحو الجنوب بدل الشمال حيث تقع المدينة المنورة وفي ذلك تمويه على العدو وأجريا قبل ذلك تنسيقا محكما مع الصحابيين: عبد الله/ أبي بكر الصديق وعامر/ فهيرة حيث كان الأول يأتيهما بأخبار مكة ليلا وفي الصباح الموالي يسارع عامر بغنمه متتبعا أثر زميله حتى لا يبقى له أثرا يذكر .
إن بناء الأجهزة الأمنية ومكاتب المعلومات التي تقدم للقيادة التقارير ووضع الخطط المناسبة ليس امرا جديدا بل هو موغل في تاريخ الإنسانية وكذلك في تاريخ المسلمين منذ عصر النبوّة والخلافة الراشدة حتى يومنا هذا .
إن شعورنا بالانتماء إلى دين ووطن وأرض أمور من شأنها أن تقوي حوافز الشعور بالأمن مما يجنبنا المفاجآت العدوانية ويمكننا من العيش بسلام و أمن.
فالرجاء أن تبقى العيون ساهرة والقلوب يقظة وان نتذكر دائما قول القائل : ( من ترك الحزم ذلّ ) ( ليلة فلشكْ هي ليلة حذر) (يُؤتَى الحَذِرُ مِنْ مَأمَنِهْ).
وأن نعلم علم اليقين أن الإبتعاد عن الظلم مجلبة للأمن والاستقرار يقول تعالى : ” الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ” 82 من الأنعام .
محمد عبدو الله / حمّن سالم
الجمعة 19/ 04/ 2024
الموافق 10/ شوال/ 1445

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى