أخبار

دماء على الأسفلت: مأساة جديدة تؤدي بحياة أسرة كاملة قرب نواذيبو

دماء على الأسفلت: مأساة جديدة تودي بحياة أسرة كاملة قرب نواذيبو
في فجر يومٍ حزين لا يُنسى، وعلى بعد 26 كيلومتراً فقط من مدينة نواذيبو، لفظ خمسة أفراد من أسرة واحدة أنفاسهم الأخيرة، إثر حادث سير مروّع وقع بين سيارتهم الصغيرة وشاحنة ضخمة. كانوا عائدين من رحلة علاجية أنهكتهم جسدًا ونفسًا، لكنهم لم يعلموا أن آخر أميال الرحلة ستكون باتجاه الموت، لا نحو التعافي.
الطريق، الذي كانوا يأملون أن يكون بوابةً لعودة آمنة إلى دفء المنزل، تحوّل في لحظة قاتلة إلى فاصل دموي بين الحياة والموت. الرحلة التي جمعتهم على أمل الشفاء، جمعتهم كذلك في الرحيل الأبدي… كأن الأقدار أبت إلا أن تبقيهم معًا حتى في النهاية.
المشهد، رغم قسوته، ليس غريبًا على طرق موريتانيا. فقد شهد طريق الأمل قبل أيام فقط حادثًا مشابهًا، أودى أيضًا بحياة خمسة أفراد من عائلة واحدة، بعد أن اشتعلت سيارتهم عقب اصطدامها بحافلة ركاب.
تزايد الحوادث على الطرق الوطنية بات أمرًا مقلقًا يفرض على الجميع طرح الأسئلة المؤلمة: إلى متى تستمر هذه الكوارث المتكررة؟ وأين هي جهود الدولة في تحسين البنية التحتية، وتطبيق قوانين المرور، والحد من الاستهتار الذي يحصد الأرواح يوميًا؟
هل كُتب على بعض العائلات أن تُفجع كاملة، دفعة واحدة، تحت عجلات الإهمال؟ أم أن الطرق الموريتانية أصبحت مقابر مفتوحة تبتلع من يمرّ بها بصمت ودم بارد؟
إن ما يحدث على طرقات البلاد لم يعد مجرد أرقام في نشرات الأخبار، بل نزيف مستمر للأمل، وفاجعة تتكرر بأسماء مختلفة، ولكن الوجع واحد.

المصدر: أخبارالوطن

تحرير الصحفي آبيه محمد لفضل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى